وأخرج الحاكم وصححه من طريق عكرمة قال : سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله تعالى :﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾ و ﴿ فلا تسمع إلا همساً ﴾ [ طه : ١٠٨ ] و ﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ [ الصافات : ٢٧ ] و ﴿ هاؤم اقرءوا كتابيه ﴾ [ الحاقة : ١٩ ] فما هذا؟ قال : ويحك هل سألت عن هذا أحداً قبلي؟ قال : لا. قال : إنك لو كنت سألت هلكت، أليس قال الله تعالى :﴿ وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون ﴾ [ الحج : ٤٧ ] قال : بلى. قال : وإن لكل مقدار يوم من الأيام لوناً من الألوان.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله :﴿ يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾ قال : ألا أخبركم بأشد مما تسألون عنه؟ قال ابن عباس، وذكر ﴿ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ﴾ [ الرحمن : ٣٩ ] ﴿ فوربك لنسألنهم أجمعين ﴾ [ الحجر : ٩٢ ] و ﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾ قال ابن عباس : إنها أيام كثيرة في يوم واحد فيصنع الله فيها ما يشاء، فمنها يوم لا ينطقون، ومنها يوم عبوساً قمطريراً.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا : يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله :﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾ وقوله :﴿ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ [ الزمر : ٣١ ] وقوله :﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ [ الأنعام : ٦ ] وقوله :﴿ ولا يكتمون الله حديثاً ﴾ [ النساء : ٤٢ ] قال : ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم : ساعة لا ينطقون، ثم يؤذن لهم فيختصمون، ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون، فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم ويأمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا، ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا. قال : ذلك قوله :﴿ ولا يكتمون حديثاً ﴾.


الصفحة التالية
Icon