﴿ فَقَدَرْنَا ﴾ يعني : فخلقنا ﴿ فَنِعْمَ القادرون ﴾ يعني : نعم الخالق، وهو أحسن الخالقين.
قرأ نافع، والكسائي ﴿ فَقَدَرْنَا ﴾ بتشديد الدال المهملة، والباقون بالتخفيف، ومعناهما واحد.
يقال : قدرت كذا وكذا، وقد يعني : خلقه في بطن الأم نطفة، ثم علقة ثم مضغة.
يعني : قدرنا خلقه قصيراً وطويلاً، فنعم القادرون.
يعني : فنعم ما قدر الله تعالى خلقهم، ثم أخبرهم بصنعه ليعتبروا، فيؤمنوا بالبعث، وعرفوا الخلق الأول فقال :﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ يعني : الشدة من العذاب لمن رأى الخلق الأول، فأنكر الخلق الثاني.
ويقال : فنعم القادرون، يعني : نعم المقدرون.
ويقال : نعم المالكون.
ثم قال عز وجل :﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض كِفَاتاً ﴾ يعني : أوعية للخلق.
ويقال : موضع القرار، ويقال : بيوتاً ومنزلاً ﴿ أَحْيَاء وأمواتا ﴾ يعني : ظهرها منازل الأحياء، وبطنها منازل الأموات.
وقال الأخفش : يعني : أوعية للأحياء والأموات.
وقال الشعبي : بطنها لأمواتكم، وظهرها لأحياءكم.
ويقال : يعني نظمكم فيها، والكفت الضم ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ ﴾ يعني : الجبال الثقال :﴿ شامخات ﴾ يعني : عاليات طوالاً ﴿ وأسقيناكم مَّاء فُرَاتاً ﴾ يعني : ماءً عذباً من السماء، ومن الأرض ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ يعني : ويل لمن عاين هذه الأشياء، وأنكر وحدانية الله تعالى والبعث.
ثم قال عز وجل :﴿ انطلقوا إلى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ ﴾ يعني : يوم الفصل.
يقال لهؤلاء الذين أنكروا البعث، انطلقوا إلى ما كنتم تكذبون، يعني : انطلقوا إلى العذاب.


الصفحة التالية
Icon