وفي حديث النبي ﷺ : أنه سئل عن الحج المبرور فقال :" العَجّ والثَّجّ " فالعج : رفع الصوت بالتلبية، والثج : إراقة الدماء وذبح الهدايا.
وقال ابن زيد : ثجاجاً كثيراً.
والمعنى واحد.
قوله تعالى :﴿ لِّنُخْرِجَ بِهِ ﴾ أي بذلك الماء ﴿ حَبّاً ﴾ كالحنطة والشعير وغير ذلك ﴿ وَنَبَاتاً ﴾ من الأبّ، وهو ما تأكله الدواب من الحشيش.
﴿ وَجَنَّاتٍ ﴾ أي بساتين ﴿ أَلْفَافاً ﴾ أي ملتفة بعضها ببعض لتشعّب أغصانها، ولا واحد له كالأوزاع والأخياف.
وقيل : واحد الألفاف لِفٌّ بالكسر، ولُفّ بالضم.
ذكره الكسائي ؛ قال :
جنة لُفٌّ وعيشٌ مُغْدِق...
ونَدامَى كلُّهمْ بِيضٌ زُهُرْ
وعنه أيضاً وأبي عبيدة : لفيف كشريف وأشراف.
وقيل : هو جمع الجمع.
حكاه الكسائي.
يقال : جنة لَفَّاء ونبت لِفٌّ والجمع لُفٌّ بضم اللام مثل حمر، ثم يجمع اللّف ألفافاً.
الزمخشري : ولو قيل جمع مُلْتفة بتقدير حذف الزوائد لكان وجيهاً.
ويقال : شجرة لَفّاء وشجر لُفّ وامرأة لفاء : أي غليظة الساق مجتمعة اللحم.
وقيل : التقدير : ونخرج به جنات ألفافاً، فحذف لدلالة الكلام عليه.
ثم هذا الالتفاف والانضمام معناه أن الأشجار في البساتين تكون متقاربة، فالأغصان من كل شجرة متقاربة لقوتها. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon