وذكر صاحب صفوة البيان لمعاني القرآن ( رحمه الله ) ما نصه :( مهادا ) فراشا موطأ كالمهد، لتمكينكم من الاستقرار عليها والتقلب في أنحائها، والانتفاع بما أودعناه لكم فيها.
والمهاد : مصدر بمعني ما يمهد، وجعلت به الأرض مهادا مبالغة في جعلها موطئا للناس والدواب يقيمون عليها. أو بتقدير مضاف، أي ذات مهاد، ( والجبال أوتادا ) كالأوتاد للأرض، أي أرسيناها بالجبال لئلا تميد وتضطرب، كما يرسي البيت بالأوتاد لئلا تعصف به الرياح. جمع وتد بفتح التاء وكسرها ـ وفعله كوعد
وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه : ألم يروا من آيات قدرتنا أنا جعلنا الأرض ممهدة للاستقرار عليها والتقلب في أنحائها !! وجعلنا الجبال أوتادا للأرض تثبتها وفي تعليق هامشي أضافوا ما نصه : يبلغ سمك الجزء الصلب من القشرة الأرضية نحو ٦٠ كيلو مترا، وتكثر فيه التجاعيد فيرتفع حيث الجبال وينخفض ليكون بطون البحار وقيعان المحيطات، وهو في حالة من التوازن بسبب الضغوط الناتجة من الجبال، ولا يختل هذا التوازن إلا بعوامل التعرية، فقشرة الأرض اليابسة ترسيها الجبال كما ترسي الأوتاد الخيمة.
وذكر صاحب صفوة التفاسير ( بارك الله فيه ) ما نصه :
( ألم نجعل الأرض مهادا ) أي ألم نجعل هذه الأرض التي تسكنونها ممهدة للاستقرار عليها، والتقلب في أنحائها؟ جعلناها لكم كالفراش والبساط لتستقروا علي ظهرها، وتستفيدوا من سهولها الواسعة بأنواع المزروعات؟ ( والجبال أوتادا ) أي وجعلنا الجبال كالأوتاد للأرض تثبتها لئلا تميد بكم كما يثبت البيت بالأوتاد، قال في التسهيل، شبهها بالأوتاد لأنها تمسك الأرض أن تميد.
ألم نجعل الأرض مهادا؟ في منظور العلوم الحديثة
استضاءة بمفهوم تحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض وصلت الدراسات الحديثة في هذا المجال إلي أن الأرض بدأت بمحيط غامر، ثم بتصدع قاع ذلك


الصفحة التالية
Icon