فأوقع عمل على العضادة، ولو كانت عاملا كان أبين فى العربية، وكذلك إذا قلت للرجل: ضرّابٌ، وضروبٌ فلا توقعنهما على شىء لأنهما مدح، فإذا احتاج الشاعر إلى إيقاعهما فَعَل، أنشدنى بعضهم:
* وبالفأسِ ضرَّابٌ رءوس الكرانفِ *
واحدها: كرِنافة، وهى أصول السقف. ويقال: الحُقْبُ ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، اليوم منها ألف سنة من عدد أهل الدنيا.
﴿ لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً...﴾.
[حدثنا أبو العباس قال]: حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: حدثنى حِبَّان عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال: لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، وقال بعضهم: لا يذوقون فيها برداً، يريد: نوما، قال الفراء: وإن النوم ليبردُ صاحبه. وإن العطشانَ لينامَ ؛ فيبرد بالنوم.
﴿ جَزَآءً وِفَاقاً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿جَزَآءً وِفَاقاً...﴾.
وفقا لأعمالهم.
﴿ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً...﴾.
خففها على بن أبى طالب رحمه الله: "كِذَابا"، وثقلها عاصم والأعمش وأهل المدينة والحسن البصرى.
وهى لغة يمانية فصيحة يقولون: كذبت به كِذَّابا، وخرّقت القميص خِرّاقا، وكل فعّلت فمصدره فِعّال فى لغتهم مشدد، قال لى أعرابى منهم [/ب]: على المروة: آلحلقُ أحب إليك أم القِصَّار؟ يستفتينى.
وأنشدنى بعض بنى كلاب:
لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَنِى عنْ صَحابتىِ * وعن حِوَجٍ قِضَّاؤها من شِفائيا
وكان الكسائى يخفف: ﴿لا يَسْمَعون فِيهَا لغْوا ولا كِذَاباً﴾ ؛ لأنها ليست بمقيدة بفعل يصيرها مصدرا. ويشدّد: ﴿وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً... ﴾ ؛ لأن كذبوا يقيّد الكذِابَ بالمصدر، والذى قال حَسَن. ومعناه: لا يسمعون فيها لغوا. يقول: باطلاً، ولا كذابا لا يكذب بعضهم بعضا.


الصفحة التالية
Icon