قال المعترض في القراءة : لا حجة في هذا البيت لأن عملاً قد صار كالخلق الذي واظب على العمل به حتى أنه ليسمى به في وقت لا يعمل فيه كما تقول كاتب لمن كانت له صناعة وإن لم يكتب أكثر أحيانه، قال المحتج لها : شبه لبث بدوامه بالخلق لما صار اللبث من شأنه.
لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤)
قال أبو عبيدة والكسائي والفضل بن خالد ومعاذ النحوي :" البرد " في هذه الآية : النوم، والعرب تسمه بذلك لأنه يبرد سؤر العطش، ومن كلامهم منع البرد البرد، وقال جمهور الناس :" البرد " في الآية : مسر الهواء البارد وهو القر، أي لا يمسهم منه ما يستلذ ويكسر غرب الحر، فالذوق على هذين القولين مستعار، وقال ابن عباس :" البرد " : الشراب المستلذ، ومنه قول حسان بن ثابت :[ الكامل ]
يسقون من ورد البريص عليهمُ... بردى يصفق بالرحيق السلسل
ومنه قول الآخر :[ الطويل ]
أماني من سعدى حسان كأنما... سقتني بها سعدى على ظمأ بردا