والمصلَّبون على جذوع النار : فالسعاة بالناس إلى السلطان والذين هم أشد نَتْناً من الجِيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات، ويمنعون حق الله من أموالهم.
والذين يلْبَسون الجلابيب : فأهل الكِبْر والفخر والخَيَلاء ".
قوله تعالى :﴿ وَفُتِحَتِ السمآء فَكَانَتْ أَبْوَاباً ﴾ أي لنزول الملائكة ؛ كما قال تعالى :﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السمآء بالغمام وَنُزِّلَ الملائكة تَنزِيلاً ﴾.
وقيل : تقطعت، فكانت قِطعاً كالأبواب فانتصاب الأبواب على هذا التأويل بحذف الكاف.
وقيل : التقدير فكانت ذات أبواب ؛ لأنها تصير كلها أبواباً.
وقيل : أبوابها طُرُقها.
وقيل : تنحلّ وتتناثر، حتى تصير فيها أبواب.
وقيل : إن لكل عبد بابين في السماء : باباً لعمله، وباباً لرزقه، فإذا قامت القيامة انفتحت الأبواب.
وفي حديث الإسراء :" ثُمّ عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل، فقيل : من أنت قال : جبريل.
قيل : ومن معك؟ قال : محمد.
قيل : وَقَد بُعِث إليه؟ قال : قد بُعِث إليه.
ففُتح لنا " ﴿ وَسُيِّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً ﴾ أي لا شيء كما أنَّ السراب كذلك : يظنه الرائي ماء وليس بماء.
وقيل :"سُيِّرت" نسِفت من أصولها.
وقيل : أُزيلت عن مواضعها.
قوله تعالى :﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً ﴾ :
مِفعال من الرَّصَد والرصَد : كل شيء كان أمامك.
قال الحسن : إن على النار رَصَداً، لا يدخل أحد الجنة حتى يجتاز عليه، فمن جاء بجواز جاز، ومن لم يجيء بجواز حُبِس.
وعن سُفيان رضي الله عنه قال : عليها ثلاث قَناطر.
وقيل "مِرصاداً" ذات أَرْصاد على النسب، أي ترصد من يمرّ بها.
وقال مقاتل : مَحْبِساً.
وقيل : طريقاً وممرّاً، فلا سبيل إلى الجنة حتى يَقْطع جهنم.
وفي الصّحاح : والمِرصاد : الطريق.
وذكر القُشَيريّ : أن المرصاد المكان الذي يَرصُد فيه الواحد العدوّ، نحو المِضمار : الموضع الذي تُضَمَّر فيه الخيل.


الصفحة التالية
Icon