والثالث وصف للعقاب الذى ينتظر المجرمين " إن جهنم كانت مرصادا * للطاغين مآبا * لابثين فيها أحقابا ". والرابع وصف للنعيم الذى ينتظر المؤمنين الصالحين " إن للمتقين مفازا * حدائق وأعنابا * وكواعب أترابا ". إن الجزاء المعنوى حق وستتنضر وجوه المؤمنين وهم مع جماهير الملائكة يسبحون بحمد الله ويهتفون بمجده. ومن تمام المتعة أن يكون ذلك فى حدائق زاهرة ومع لدات مؤنسات وبعد هذا الوصف الشائق يقال لأولى الألباب " ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا ". فمن تزود بالتقوى أفلح. ومن عاش مذهولا هنا، وقدم على الله صفر اليدين ندم بعد فوات الأوان " إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ". نقول فى ختام السورة للمتسائلين عن محمد: ماذا كسب لشخصه من هذا البيان؟ هل عيبه أنه كان حار الأنفاس فى الدعوة إلى الله؟ وأنه كان جلدا فى مقاومة الفتانين والطغاة ؟ !. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٤٩٦ ـ ٤٩٧﴾