في كيفية اتصال هذه الآية بما قبلها وجوه أحدها : وهو قول البصريين أن قوله :﴿عَمَّ يَتَسَاءلُونَ﴾ كلام تام، ثم قال :﴿عَنِ النبإ العظيم﴾ والتقدير :﴿يَتَسَاءلُونَ عَنِ النبإ العظيم﴾ إلا أنه حذف يتساءلون في الآية الثانية، لأن حصوله في الآية الأولى يدل عليه وثانيها : أن يكون قوله :﴿عَنِ النبإ العظيم﴾ استفهاماً متصلاً بما قبله، والتقدير : عم يتساءلون أعن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، إلا أنه اقتصر على ما قبله من الاستفهام إذ هو متصل به، وكالترجمة والبيان له كما قرىء في قوله :﴿أَءذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وعظاما أَءنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ [ الصافات : ١٦ ] بكسر الألف من غير استفهام لأن إنكارهم إنما كان للبعث، ولكنه لما ظهر الاستفهام في أول الكلام اقتصر عليه، فكذا ههنا وثالثها : وهو اختيار الكوفيين أن الآية الثانية متصلة بالأولى على تقدير، لأي شيء يتساءلون عن النبأ العظيم، وعم كأنها في المعنى لأي شيء، وهذا قول الفراء.
كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٥)


الصفحة التالية
Icon