﴿ وَأَهْدِيَكَ إلى رَبّكَ ﴾ أي ارشدك إلى معرفته عز وجل فتعرفه ﴿ فتخشى ﴾ إذا الخشية لا تكون إلا بعد معرفته قال الله تعالى :﴿ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء ﴾ [ فاطر : ٢٨ ] وجعل الخشية غاية للهداية لأنها ملاك الأمر من خشيء الله تعالى أتى منه كل خير ومن أمن اجترأ على كل شر ومنه قوله ﷺ فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل وفي الاستفهام ما لا يخفى من التلطف في الدعوة والاستنزال عن العتو وهذا ضرب تفصيل لقوله تعالى ﴿ فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ﴾ [ طه : ٢٤ ] وتقديم التزكية على الهداية لأنها تخلية والفاء في قوله تعالى :
فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (٢٠)


الصفحة التالية
Icon