فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة
قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة النازعات
" والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا ". الذى أختاره أن هذه الأقسام بالكواكب الدوارة فى الفضاء، تشق طريقها بغير وقود وتسرع السير بغير توقف وتعرف الطريق بغير جندى مرور، ثم يجيئها أجلها مع نهاية العالم، فإذا هى تتلاشى! متى؟ "يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة ". فى الزلزال الكبير الذى يفقد كل شىء توازنه، وتترادف مزعجاته فإذا القلوب مضطربة والأبصار كسيرة! يقول المشركون عند سماع هذا النذير " أئنا لمردودون في الحافرة ". أراجعون نحن إلى الطريق التى جئنا منها؟ أعائدون إلى الحياة مرة أخرى؟! هكذا يحدثنا الرسول! ومتى؟ بعد أن نموت ونبلى " تلك إذا كرة خاسرة " ! عودة لا خير فيها لأننا ما صدقناها ولا أعددنا لها.. " فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة ". بساعة الحشر والجزاء. إن أتباع الفلسفة المادية المعاصرين لا يزيدون على مشركى الصحراء الأقدمين عندما يقولون: إن هى إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، وما يهلكنا إلا الدهر! فما الموقف إذا رأوا أنفسهم أحياء لم يصبهم شىء؟ واستتلت الآيات تتحدث عن فرعون، وهو من أكابر المجرمين. والحق أن الفرعنة مرض عام أساسه بطر الحق وغمص الناس. وقد يكون فى الحكام والإداريين والفنانين والكناسين. والمرء إذا ذهب بنفسه عاش أنانيا جائرا لا يحق حقا ولا يبطل باطلا. وجهنم تأخذ حطبها من هؤلاء جميعا. ويخاطب القرآن البشر: علام الكبر والصد عن سبيل الله؟ " أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها... ".