وهي السهام، فلما رآه رسول الله ﷺ متشحِّطاً في دمه قال :" عندَ الله أحتسبك" وقال لأصحابه :"لقد رأيته وعليه بُردان ما تعرف قيمتهما وإن شراك نعليه من ذَهب " وقيل : إن مصعب بن عمير قتل أخاه عامِراً يوم بدر.
وعن ابن عباس أيضاً قال : نزلت هذه الآية في رجلين : أبي جهل بن هشام المخزوميّ ومصعب بن عمير العبدريّ.
وقال السُّدِّي : نزلت هذه الآية "وأما من خاف مقام ربهِ" في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وذلك أن أبا بكر كان له غلام يأتيه بطعام، وكان يسأله من أين أتيت بهذا، فأتاه يوماً بطعام فلم يسأله وأكله ؛ فقال له غلامه : لمِ لا تسألني اليوم؟ فقال : نسيت، فمن أين لك هذا الطعام.
فقال : تكهنت لقوم في الجاهلية فأعطَوْنيه.
فتقايأه من ساعته وقال : يا رب ما بقي في العروق فأنت حبَسته فنزلت :"وأما من خاف مقام ربهِ".
وقال الكلبيّ : نزلت في من هَمّ بمعصية وقدر عليها في خَلْوة ثم تركها من خوف الله.
ونحوه عن ابن عباس.
يعني من خاف عند المعصية مَقامه بين يدَي الله، فانتهى عنها.
والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon