قوله تعالى :﴿ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ ﴾ قال مجاهد وقتادة :"لَمّا يَقْضِ" : لا يقضي أحد ما أَمرِ به.
وكان ابن عباس يقول :"لما يقضِ ما أمره" لم يف بالميثاق الذي أُخِذَ عليه في صلب آدم.
ثم قيل :"كَلاَّ" ردع وزجر، أي ليس الأمر : كمَا يقول الكافر ؛ فإن الكافر إذا أُخبر بالنُّشور قال :﴿ وَلَئِن رُّجِعْتُ إلى ربي إِنَّ لِي عِندَهُ للحسنى ﴾ [ فصلت : ٥٠ ] ربما يقول قد قضيت ما أَمِرْت به.
فقال : كلاّ لمْ يقض شيئاً بل هو كافر بي وبرسولي.
وقال الحسن : أي حَقّاً لم يقض : أي لم يَعمل بما أُمر به.
و"ما" في قوله :"لَمّا" عماد للكلام ؛ كقوله تعالى :﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله ﴾ [ آل عمران : ١٥٩ ] وقوله :﴿ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴾ [ المؤمنون : ٤٠ ] وقال الإمام ابن فُورَك : أي : كَلاّ لَمّا يقض الله لهذا الكافر ما أَمره به من الإيمان، بل أمره بما لم يقض له.
ابن الأنباريّ : الوَقف على "كَلاّ" قبيح، والوقف على "أَمره" و "نشره" جيد ؛ ف "كلاَّ" على هذا بمعنى حَقًّا. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٩ صـ ﴾