﴿ كِرَامٍ ﴾ عند الله عزَّ وجلَّ أو متعطفينَ على المؤمنينَ يكملونُهم ويستغفرونَ لهم ﴿ بَرَرَةٍ ﴾ أتقياءَ وقيل : مطيعينَ لله تعالى، من قولهم : فلانٌ يبرُّ خالقَهُ أي يطيعُه وقيل : صادقينَ من برَّ في يمينه ﴿ قُتِلَ الإنسان ﴾ دعاءٌ عليه بأشنعِ الدعواتِ وقوله تعالى :﴿ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ تعجبٌ من إفراطه في الكفران وبيانٌ لاستحقاقِه للدعاءِ عليه، والمرادُ به إمَّا من استغنَى عن القُرآن الكريمِ الذي ذُكرتْ نعوتُه الجليلةُ الموجبةُ للإقبال عليه والإيمان به. وإما الجنسُ باعتبار انتظامه له ولأمثاله من أفراده لا باعتبار جميعِ أفرادِه، وفيه مع قصرِ متنه وتقاربِ قُطريه من الإنباءِ عن سخطٍ عظيمٍ ومذمةٍ بالغةٍ ما لا غايةَ وراءَهُ. وقولُه تعالَى :﴿ مِنْ أَىّ شَىْء خَلَقَهُ ﴾ شروعٌ في بيانِ إفراطِه في الكفرانِ بتفصيلِ ما أفاضَ عليه من مبدأ فطرتِه إلى مُنْتهَى عمرِه من فُنونِ النعمِ الموجبةِ لقضاءِ حقِّها بالشكرِ والطاعةِ مع إخلالِه بذلكَ، وفي الاستفهامِ عن مبدأ خلقِه ثم بيانِه بقولِه تعالى :﴿ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ ﴾ تحقيرٌ له أيْ مِنْ أيِّ شيءٍ حَقيرٍ مهينٍ خلقَهُ من نطفةٍ مذرةٍ خلقَهُ ﴿ فَقَدَّرَهُ ﴾ فهيَّأهُ لما يصلحُ لهُ ويليقُ به من الأعضاءِ والأشكالِ أو فقدَّرَهُ أطْواراً إلى أنْ تمَّ خلقُه. وقولُه تعالَى :