وقال الآلوسى :
﴿ كَلاَّ ﴾
مبالغة في إرشاده ﷺ إلى عدم معاودة ما عوتب عليه ﷺ وقد نزل ذلك كما في خبر رواه ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس بعد أن قضى عليه الصلاة والسلام نجواه وذهب إلى أهله وجوز كونه إرشاداً بليغاً إلى ترك المعاتب عليه عليه الصلاة والسلام بناء على أن النزول في أثناء ذلك وقبل انقضائه وفي بعض الآثار أنه ﷺ بعدما عبس في وجه فقير ولا تصدى لغني وتأدب الناس بذلك أدباً حسناً فقد روى عن سفيان الثوري أن الفقراء كانوا في مجلسه أمراء والضمير في قوله تعالى :﴿ أَنَّهَا ﴾ للقرآن العظيم والتأنيث لتأنيث الخبر أعني قوله سبحانه :﴿ تَذْكِرَةٌ ﴾ أي موعظة يجب أن يتعظ بها ويعمل بموجبها وكذا الضمير في قوله عز وجل :
﴿ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ ﴾ والجملة المؤكدة تعليل لما أفادته كلا ببيان علو رتبة القرآن العظيم الذي استغنى عنه من تصدى عليه الصلاة واللاسم له والجملة الثانية اعتراض جيء به للترغيب في القرآن والحث على حفظه أو الاتعاظ به واقتران الجملة المعترض بها بالفاء قد صرح به ابن مالك في "التسهيل" من غير نقل اختلاف فيه كلام الزمخشري في "الكشاف" عند الكلام على قوله تعالى :﴿ فاسألوا أَهْلَ الذكر ﴾ نص في ذلك نعم قيل إنه قيل له فمن شاء ذكره اعتراض فقال لا لأن الاعتراض شطه أن يكون بالواو أو بدونه فأما بالفاء فلا أي وهو استطراد لكن تعقب بأن النقل لمنافاته ذلك ليس بثبت ويمكن أن يكون في القوم من ينكر ذلك فوافقه تارة وخالفه أخرى وما ألطف قول السعدي في التلويح الاعتراض يكون بالواو والفاء
فاعلم فعلم المرء ينفعه...


الصفحة التالية
Icon