﴿ وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يزكى ﴾ وليس عليك بأس في أن لا يتزكى بالإسلام حتى يبعثك الحرص على إسلامه إلى الإعراض عمن أسلم فما نافية والجملة حال من ضمير تصدى والممنوع عنه في الحقيقة الإعراض عمن أسلم لا الإقبال على غيره والاهتمام بأمره حرصاً على إسلامه ويجوز أن تكون ما استفهامية للإنكار أي أي شيء عليك في أن لا يتزكى ومآله النفي أيضاً.
﴿ وَأَمَّا مَن جَاءكَ يسعى ﴾ أي حال كونه مسرعاً طالباً لما عندك من أحكام الرشد وخصال الخير.
﴿ وَهُوَ يخشى ﴾ أي يخاف الله تعالى وقيل أذية الكفار في الإتيان وقيل العثار والكبوة إذ لم يكن معه قائد والجملة حال من فاعل يسعى كما أن جملة يسعى حال من فاعل جاءك واستظهر الأفاضل أن النظم الجليل من الاحتباك ذكر الغنى أو لا للدلالة على الفقر ثانياً والمجيء والخشية ثانياً للدلالة على ضدهما أولاً وكأ حمل استغنى على ما نقل أخيراً واستشعر ما قيل عليه فاحتاج لدفعه إلى هذا التكلف وعدم الاحتياج إليه على ما نقلناه في غاية الظهور.
﴿ فَأَنتَ عَنْهُ تلهى ﴾ تتشاغل يقال لهي عنه كرضي ورمي والنهي وتلهى.