قوله تعالى :﴿ وَإِذَا السمآء كُشِطَتْ ﴾ : الكشط : قَلْع عن شدّة التزاق ؛ فالسماء تُكْشَط كما يكْشَط الجلد عن الكبش وغيره، والقَشْط : لغة فيه.
وفي قراءة عبد الله ﴿ وَإِذَا السمآء قُشِطَت ﴾ وكَشَطْتُ البعير كشطاً : نزعت جلده، ولا يقال سَلَخْته ؛ لأن العرب لا تقول في البعير إلا كَشَطْته أو جَلَّدته، وانكشط : أي ذهب ؛ فالسماء تُنْزَع من مكانها كما ينزع الغِطاء عن الشيء.
وقيل : تُطْوَى كما قال تعالى :﴿ يَوْمَ نَطْوِي السمآء كَطَيِّ السجل لِلْكُتُبِ ﴾، فكأن المعنى : قلِعت فطويت.
والله أعلم.
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا الجحيم سُعِّرَتْ ﴾ أي أوقدت فأُضْرمت للكفار وزيدَ في إحمائها.
يقال : سَعَّرْتُ النار وأسعرتها.
وقراءة العامة بالتخفيف من السعير.
وقرأ نَافع وابن ذَكوانَ ورُوَيْس بالتشديد ؛ لأنها أوقدت مرة بعد مرة.
قال قتادة : سَعَّرها غضب الله وخطايا بني آدم.
وفي الترمذِيّ عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال :" أوقد على النار ألفَ سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألفَ سنةٍ حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألفَ سنة حتى اسودت، فهي سوداء مُظلمة " ورُوِي موقوفاً.
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا الجنة أُزْلِفَتْ ﴾ أي دَنَتْ وقُرِّبت من المتقين.
قال الحسن : إنهم يُقَرَّبون منها ؛ لا أنها تزول عن موضعها.
وكان عبد الرحمن بن زيد يقول : زُينت : أزْلِفَتْ؟ والزلفى في كلام العرب : القُربة ؛ قال الله تعالى :﴿ وَأُزْلِفَتِ الجنة لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [ الشعراء : ٩٠ ] وتزلف فلان تقرب.
قوله تعالى :﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ ﴾ يعني ما عملت من خير وشر.
وهذا جواب ﴿ إِذَا الشمس كُوِّرَتْ ﴾ وما بعدها.
قال عمر رضي الله عنه لهذا أُجري الحديث.


الصفحة التالية
Icon