﴿ وَإِذَا العشار ﴾ جمعُ عُشَراءَ وهيَ الناقةُ التي أتى على حملِها عشرةُ أشهرٍ، وهو اسمُها إلى أنْ تضعَ لتمامِ السنةِ وهي أنفسُ ما يكونُ عندَ أهلِها وأعزُّها عليهمْ. ﴿ عُطّلَتْ ﴾ تُرِكتْ مهملةً لاشتغالِ أهلِها بأنفسِهم، وقيلَ العشارُ السحائبُ فإنَّ العربَ تُشبهها بالحامل ومنهُ قولُه تعالىَ :﴿ فالحاملات وِقْراً ﴾ وتعطيلُها عدمُ إمطارِها وقُرِىءَ عُطِلَتْ بالتخفيفِ. ﴿ وَإِذَا الوحوش حُشِرَتْ ﴾ أي جُمعتْ من كلِّ جانبٍ وقيلَ : بُعثتْ للقصاصِ. قالَ قتادةُ يُحشرُ كلُّ شيءٍ حتَّى الذبابُ للقصاصِ فإذَا قُضِيَ بينَها رُدَّتْ تُراباً فلا يَبقْى منها إلا ما فيهِ سرورٌ لبني آدمَ وإعجابٌ بصورتِه كالطاووسِ ونحوِه. وقُرِىءَ حُشِّرَتْ بالتشديدِ ﴿ وَإِذَا البحار سُجّرَتْ ﴾ أي أُحميَتْ أو مُلئتْ بتفجيرِ بعضِها إلى بعضٍ حتَّى تعودَ بحراً واحداً. من سجَّر التنورَ إذا ملأَهُ بالحطبِ ليحميَهُ وقيلَ : مُلئتْ نيراناً تضطرمُ بهَا لتعذيب أهلِ النارِ، وعن الحسنِ يذهبُ ماؤُها حتَّى لا يبقى فيها قطرةٌ. وقُرِىءَ سُجِرَتْ بالتخفيفِ.