ولما كانت الأعمال تظهر آثارها من ثواب وعقاب يومئذ عبر عن ظهور آثارها بالإحضار لشببه به كما يحضر الزاد للمسافر ففي فعل :﴿ أحضرت ﴾ استعارة.
ويطلق على ذلك الإعداد كقول النبي ﷺ للذي سأله متى الساعة :" ماذا أعددت لها ".
وأسند الإحضار إلى النفوس لأنها الفاعلة للأعمال التي يظهر جزاؤها يومئذ فهذا الإسناد من إسناد فعل الشيء إلى سَبب فعله، فحصل هنا مجازان : مجاز لغوي، ومجاز عقلي، وحقيقتهما في قوله تعالى :﴿ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء ﴾.
وجعلت معرفة النفوس لجزاء أعمالها حاصلة عند حصول مجموع الشروط التي ذكرت في الجمل الثنتي عشرة لأن بعض الأحوال التي تضمنتها الشروط مقارن لحصول علم النفوس بأعمالها وهي الأحوال الستة المذكورة أخيراً، وبعض الأحوال حاصل من قبل بقليل وهي الأحوال الستة المذكورة أولاً.
فنزل القريب منزلة المقارن، فلذلك جعل الجميع شروطاً ل ﴿ إذا ﴾. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon