سجرت أي أوقدت وصارت ناراً. رواه الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه وقال قتادة : غار ماؤها فذهب، وقال الحسن والضحاك : فاضت. قال ابن أبي زمنين سجرت حقيقته ملئت فيقضي بعضها إلى بعض فتصير شيئاً واحداً وهو معنى قول الحسن ويقال : إن الشمس تلف ثم تلقى في البحار فمنها تحمى وتنقلب ناراً. قال الحليمي : ويحتمل إن كان هذا هكذا أن البحار في قول من فسر التسجير بالامتلاء هو أن النار حينئذ تكون أكثرها لأن الشمس أعظم من الأرض مرات كثيرة، فإذا كورت وألقيت في البحر فصارت ناراً ازدادت امتلاء.
وقوله : وإذا النفوس زوجت تفسير الحسن أن تلحق كل شيعة شيعتها اليهود باليهود، والنصارى بالنصارى، والمجوس بالمجوس، وكل من كان يعبد من دون الله شيئاً يلحق بعضهم ببعض والمنافقون بالمنافقين والمؤمنون بالمؤمنين. وقال عكرمة : المعنى تقرن بأجسادها أي ترد إليها. وقيل : يقرن الغاوي بمن أغواه من شيطان أو إنسان. وقيل : يقرن المؤمنون بالحور العين والكافرون بالشياطين.
وقوله : وإذا الموؤدة سئلت يعني بنات الجاهلية كانوا يدفنونهن أحياء لخصلتين.
إحدهما : كانوا يقولون إن الملائكة بنات الله، فألحقوا البنات به.
الثانية : مخافة الحاجة والإملاق وسؤال الموؤدة على وجه التوبيخ لقاتلها كما يقال للطفل إذا ضرب لم ضربت وما ذنبك ؟ وقال الحسن : أراد الله أن يوبخ قاتلها لانها قتلت بغير ذنب وبعضهم يقرأ وإذا الموؤدة سئلت تعلق الجارية بأبيها فتقول بأي ذنب قتلتني ؟ وقيل : معنى سئلت يسأل عنها كما قال إن العهد كان مسؤولا.
وقوله : وإذا الصحف نشرت أي للحساب وسيأتي.
وقوله : وإذا السماء كشطت قيل معناه طويت كما قال الله تعالى : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب أي كطي الصحيفة على ما فيها فاللام بمعنى [ على ] يقال : كشطت السقف أي قلعته فكان المعنى قلعت فطويت. والله أعلم. والكشط والقشط سواء و


الصفحة التالية
Icon