الرابع : لقيام الروح والملائكة صفاً. قال الله تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفاً.
قال علماؤنا : واعلم أن كل ميت مات فقد قيامته، ولكنها قيامة صغرى وكبرى، فالصغرى هي ما يقوم على كل إنسان في خاصته من خروج روحه وفراق أهله وانقطاع سعيه وحصوله على عمله. إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر، والقيامة الكبرى هي التي تعم الناس وتأخذهم أخذة واحدة، والدليل على أن كل ميت يموت فقد قامت قيامته قول النبي ﷺ لقوم من الأعراب وقد سألوه متى القيامة ؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال : إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم أخرجه مسلم وغيره، وقال الشاعر :
خرجت من الدنيا وقامت قيامتي غداة أقيل الحاملون جنازتي
وعجل أهلي حفر قبري وصبروا خروجي وتعجيلي إليه كرامتي
كأنهم لم يعرفوا قط سيرتي غداة أتى يومي علي وساعتي
ومنها : يوم النفخة. قال الله تعالى يوم ينفخ في الصور وقد مضى القول فيه.
ومنها : يوم الزلزلة ويوم الرجفة. قال الله تعالى يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة وقد تقدم.
ومنها : يوم الناقور كقوله تعالى فإذا نقر في الناقور وقد تقدم القول فيه والحمد لله.
ومنها : القارعة سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها يقال : قد أصابتهم قوارع الدهر أي أهواله وشدائده، قالت الخنساء :
تعرفني الدهر نهشاً وحزاً وأوجعني الدهر قرعاً وغمزا
أرادت أن الدهر أوجعها بكبريات نوائبه وصغرياتها.
ومنها : يوم البعث وحقيقته إثارة الشيء عن خفاء وتحريكة عن سكون، قال عنترة :
وعصابة شم الأنوف بعثهم ليلاً وقد مال الكرا بطلاها
وقال امرؤ القيس :
وفتيان صدق قد بعثت بسحرة فقاموا جميعاً بين غات ونسوان
وقد تقدم القول فيه وفي صفته والحمد لله. ومنها : يوم النشور وهو عبارة عن الإحياء. يقال : قد أنشر الله الموتى فنشروا أي أحياهم


الصفحة التالية
Icon