قلت : وهذا الرفع في المكان بحسب الزيادة في المكانة. قال ابن العربي : وهي أنواع فرفع محمداً ﷺ بالشفاعة في أول الخلق وبأنه أول من يدخل الجنة ويقرع بابها، ورفع العادلين بالحديث الصحيح المقسطون يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، ورفع القراء إلى حيث انتهت قراءتهم. يقال : اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، وسيأتي ورفع الشهداء فقال في الحديث الصحيح إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله الحديث وسبأتي، ورفع كافل اليتيم فقال ﷺ أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار مالك بالسبابة والوسطى يريد في الجوار وقال ﷺ : إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغائر في أفق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما، ورفع عائشة على فاطمة رضي الله عنهما، فإن عائشة مع النبي ﷺ وفاطمة مع علي رضي الله عنهما.
ومنها : يوم الحساب ومعناه أن الباري سبحانه يعدد على الخلق أعمالهم من إحسان وإساءة يعدد عليهم نعمه، ثم يقابل البعض بالبعض فما يشف منها على الآخر حكم للمشفوق بحكمه الذي عينه للخير بالخير وللشر بالشر.
وجاء عن النبي أنه قال : ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فقيل إن الله يحاسب المكلفين بنفسه ويخاطبهم معاً ولا يحاسبهم واحداً بعد واحد و
المحاسبة حكم. فلذلك تضاف إليه كما يضاف الحكم إليه قال الله تعالى : ألا له الحكم وقال وهو خير الحاكمين.