بإذنه وقال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وقال لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له وقال فما لنا من شافعين وسيأتي بيانه.
ومنها : يوم العرق، وسيأتي بيانه في أحاديث في الباب بعد هذا بحول الله وقوته.
ومنها يوم القلق والجولان. وهو عبارة عند عدم الاستقرار والثبوت يقال : قلق الرجل يقلق قلقاً إذا لم يستقر ومثله جال يجول إذا لم يثبت.
ومنها : يوم الفرار. قال الله تعالى يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه فيفر كل واحد من صاحبه حذراً من مطالبته إياه، إما لما بينهم من التبعات أو لئلا يروا ما هو فيه من الشدة. وقال عبد الله بن طاهر الأبهري : يفر منهم لما يتبين له من عجزهم وقلة حيلتهم إلى من يملك كشف تلك الكروب والهموم عنه، ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد شيئاً سوى ربه تعالى. وقال الحسن : أول من يفر يوم القيامة من أبيه إبراهيم، وأول من يفر من ابنه نوح، وأول من يفر من امرأته لوط. قال : فيرون أن هذه الآية نزلت فيهم، وهذا فرار التبري نجانا الله من أهوال هذا اليوم بحق محمد نبي الرحمة وصحبه الكرام البرزة، وجعلنا ممن حشر في زمرتهم ولا خالف بنا على طريقهم ومذهبهم بمنه وكرمه آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
قال المؤلف : وقد سرد تسمية هذه الأيام على التوالي من غير تفسير غير واحد من العلماء. منهم ابن نجاح في سبل الخيرات، وأبو حامد الغزالي في غير موضع من كتبه كالإحياء وغيره، والقتبي في كتاب عيون الأخبار، وهذا تفسيرها حسب ما ذكره القاضي أبو بكر بن العربي في سراج المريدين، وربما زدنا عليه في ذلك والحمد لله على ذلك. ولا يمتنع أن تسمي غير ما ذكرنا بحسب الأحوال الكائنة فيه من الازدحام والتضايق واختلاف الأقدام الخزي والهوان والذل والافتقار والصغار والانكسار ويوم الميقات والمرصاد إلى غير ذلك من الأسماء، وسيأتي التنبية على ذلك إن شاء الله تعالى في الباب بعد هذا. أ هـ ﴿التذكرة فى أحوال الموتى صـ ٢٤٠ ـ ٢٦٨﴾


الصفحة التالية
Icon