وروي عنه عِكرمة قال :"الخُنَّس" : البقر و "الكنَّس" : هي الظباء، فهي خُنَّس إذا رأين الإنسان خَنَسْنَ وانقبضن وتأخرن ودخلن كِناسهنّ.
القشيريّ : وقيل على هذا "الخُنَّس" من الخَنَس في الأنف، وهو تأخُر الأرنبة وقصر القَصَبة، وأنوف البقر والظباء خنس.
والأصح الحمل على النجوم، لذكر الليل والصبح بعد هذا، فذكر النجوم أليق بذلك.
قلت : لله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته من حيوان وجماد، وإن لم يعلم وجه الحكمة في ذلك.
وقد جاء عن ابن مسعود وجابر بن عبد الله وهما صحابيان والنخعي أنها بقر الوحش.
وعن ابن عباس وسعيد بن جُبير أنها الظباء.
وعن الحجاج بن منذر قال : سألت جابر بن زيد عن الجواري الكُنَّس، فقال : الظباء والبقر، فلا يبعد أن يكون المراد النجوم.
وقد قيل : إنها الملائكة ؛ حكاه الماورديّ.
والكُنَّس الغُيَّب ؛ مأخوذة من الكِناس، وهو كِناس الوحش الذي يختفي فيه.
قال أَوس بن حَجَر :
ألم تر أنَّ اللَّهَ أنزلَ مُزْنَهُ...
وعُفْرُ الظباءِ في الكِناس تَقَمَّعُ
وقال طَرَفة :
كأَنْ كِناسَيْ ضالةٍ يَكْنُفانِها...
وأَطْرَ قِسِيٍّ تحتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
وقيل : الكُنوس أن تأوي إلى مكانسها، وهي المواضع التي تأوي إليها الوحش والظباء.
قال الأعشى :
فلمَّا أتينا الحي أَتْلَعَ أناس...
كما أَتلَعَتْ تحتَ المكانِس رَبْربُ
يقال : تَلَع.
النهار ارتفع وأتلعتِ الظبية من كِناسها : أي سَمَت بجيدها.
وقال امرؤ القيس :
تَعَشَّى قليلاً ثم أَنحى ظُلُوفه...
يثِير التراب عن مَبِيتٍ ومَكْنِسِ
والكُنَّس : جمع كانِس وكانِسة، وكذا الخُنَّس جمع خانِس وخانِسة.
والجواري : جمع جارية من جرى يجري.
﴿ والليل إِذَا عَسْعَسَ ﴾ قال الفراء : أجمع المفسرون على أن معنى عسعسَ أدبَر ؛ حكاه الجوهريّ.
وقال بعض أصحابنا : إنه دنا من أوله وأظلم وكذلك السحاب إذا دنا من الأرض.
المهدويّ.