﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾ هذا جواب القسم.
والرسول الكريم جبريل ؛ قاله الحسن وقتادة والضحاك.
والمعنى "إِنه لقول رسولٍ" عن الله "كرِيم" على الله.
وأضاف الكلام إلى جبريل عليه السلام، ثم عداه عنه بقوله "تنزيل مِن رب العالمِين" ليعلم أهل التحقيق في التصديق، أن الكلام لله عز وجل.
وقيل : هو محمد عليه الصلاة والسلام ﴿ ذِي قُوَّةٍ ﴾ : من جعله جبريل فقوّته ظاهرة ؛ فروى الضحاك عن ابن عباس قال : من قوّته قلعه مدائن قوم لُوط بقوادم جناحه.
﴿ عِندَ ذِي العرش ﴾ أي عند الله جل ثناؤه ﴿ مَكِينٍ ﴾ أي ذي منزلة ومكانة ؛ فُروي عن أبي صالح قال : يدخل سبعين سُرادِقاً بغير إذن.
﴿ مُّطَاعٍ ثَمَّ ﴾ : أي في السموات ؛ قال ابن عباس : من طاعة الملائكة جبريل، أنه لما أَسْرِى برسول الله ﷺ قال جبريل عليه السلام لرضوان خازن الجنان : افتح له، ففتح، فدخل ورأى ما فيها، وقال لمالك خازن النار : افتح له جهنم حتى ينظر إليها، فأطاعه وفتح له.
﴿ أَمِينٍ ﴾ أي مؤتمن على الوحي الذي يجيء به.
ومن قال : إن المراد محمد ﷺ فالمعنى "ذِي قوةٍ" على تبليغ الرسالة "مُطاعٍ" أي يطيعه من أطاع الله جلّ وعزّ. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon