وانتظام الحياة فيه، وعلي عظيم دلالاتها علي طلاقة القدرة الإلهية التي أبدعتها وصرفت أحوالها وحركاتها بهذه الدقة المبهرة والاحكام العظيم.
الخنس الجوار الكنس في اللغة العربية
جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس ( المتوفي سنة ٣٩٥ هـ )، تحقيق عبدالسلام هارون ( الجزء الخامس، الطبعة الثانية ١٩٧٢ م، ص ١٤١، ص ٢٢٣) وفي غيره من معاجم اللغة تعريف لغوي للفظي الخنس والكنس يحسن الاستهداء به في فهم مدلول الخنس الجوار الكنس كما جاءا في آيتي سورة التكوير علي النحو التالي :
أولا : الخنس :
خنس : الخاء والنون والسين أصل واحد يدل علي استخفاء وتستر، قالوا : الخنس الذهاب في خفيه، يقال خنست عنه، وأخنست عنه حقه.
والخنس : النجوم تخنس في المغيب، وقال قوم : سميت بذلك لأنها تخفي نهارا وتطلع ليلا، والخناس في صفة الشيطان، لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالي، ومن هذا الباب الخنس في الأنف انحطاط القصبة، والبقر كلها خنس.
ومعني ذلك أن الخنس جمع خانس أي مختف عن البصر، والفعل خنس بمعني استخفي وتستر، يقال خنس الظبي إذا اختفي وتستر عن أعين المراقبين.
والخنوس يأتي أيضا بمعني التأخر، كما يأتي بمعني الانقباض والاستخفاء. وخنس بفلان وتخنس به أي غاب به، وأخنسه أي خلفه ومضي عنه.
ثانيا : الجوار :
أي الجارية.( في أفلاكها ) وهي جمع جارية، من الجري وهو المر السريع.
ثالثا : الكنس :
( كنس ) الكاف والنون والسين تشكل أصلين صحيحين، أحدهما يدل علي سفر شئ عن وجه شئ وهو كشفه والأصل الآخر يدل علي استخفاء، فالأول كنس البيت، وهو سفر التراب عن وجه أرضه، والمكنسه آلة الكنس، والكناسة مايكنس.
والأصل الآخر : الكناس : بيت الظبي، والكانس : الظبي يدخل كناسه، والكنس : الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها، قال أبو عبيدة : تكنس في المغيب.


الصفحة التالية
Icon