وقيل : صارت بحراً واحداً من الحميم لأهل النار.
وعن الحسن أيضاً وقتادة وابن حيان : تيبس فلا يبقى من مائها قطرة.
القُشَيْريّ : وهو من سَجَرْت التنور أَسْجُره سَجْرا : إذا أحميته، وإذا سُلّط عليه الإيقاد نشف ما فيه من الرطوبة، وتُسَيَّر الجبال حينئذ، وتصير البحار والأرض كلها بساطاً واحداً، بأن يُمْلأَ مكان البحار بتراب الجبال.
وقال النحاس : وقد تكون الأقوال متفقة ؛ يكون تيبس من الماء بعد أن يفيض، بعضها إلى بعض، فتقلَب ناراً.
قلت : ثم تُسَيَّر الجبال حينئذ، كما ذكر القشيري، والله أعلم.
وقال ابن زيد وشَمِر وعطية وسفيان ووهب وعلي بن أبي طالب وابن عباس في رواية الضحاك عنه : أُوقدت فصارت ناراً.
قال ابن عباس : يُكَوِّر الله الشمس والقمر والنجوم في البحر، ثم يبعث الله عليها ريحاً دَبُوراً، فتنفخُه حتى يصير ناراً.
وكذا في بعض الحديث :" يأمر الله جل ثناؤه الشمس والقمر والنجوم فينتثرون في البحر، ثم يبعث الله جل ثناؤه الدَّبور فيسجِّرها ناراً، فتلك نار الله الكبرى، التي يعذب بها الكفار " قال القشيْري : قيل في تفسير قول ابن عباس ﴿ سُجِّرَتْ ﴾ أوقدت، يحتمل أن تكون جهنم في قُعور من البحار، فهي الآن غير مسْجورة لِقوام الدنيا، فإذا انقضت الدنيا سُجِّرت، فصارت كلها ناراً يدخلها الله أهلها.
ويحتمل أن تكون تحت البحر نار، ثم يوقد الله البحر كله فيصير ناراً.
وفي الخبَر : البحر نار في نار وقال معاوية بن سعيد : بحر الروم وسْط الأرض، أسفله آبار مُطْبقة بنُحاس يُسَجَّر ناراً يوم القيامة.
وقيل : تكون الشمس في البحر، فيكون البحر ناراً بحر الشمس.
ثم جميع ما في هذه الآيات يجوز أن يكون في الدنيا قبل يوم القيامة ويكون من أشراطها، ويجوز أن يكون يوم القيامة، وما بعد هذه الآيات فيكون في يوم القيامة.
قلت : رُوِي عن عبد الله بن عمرو : لا يتوضأ بماء البحر لأنه طَبَق جَهَنم.