وروى عِكرمة عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال :" إن المرأة التي تقتل ولدها تأتي يوم القيامة متعلقاً ولدُها بثدييها، ملطخاً بدمائه، فيقول يا ربّ، هذه أمي، وهذه قتلتني " والقول الأوّل عليه الجمهور، وهو مثل قوله تعالى لعيسى :﴿ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ﴾ [ المائدة : ١١٦ ]، على جهة التوبيخ والتبكيت لهم، فكذلك سؤال الموءودة توبيخ لوائدها، وهو أبلغ من سؤالها عن قتلها ؛ لأن هذا مما لا يصح إلا بذنب، فبأيّ ذنب كان ذلك، فإذا ظهر أنه لا ذنب لها، كان أعظم في البلية وظهور الحجة على قاتلها.
والله أعلم.
وقريء "قُتِّلت" بالتشديد، وفيه دليل بين على أن أطفال المشركين لا يُعَذَّبون، وعلى أن التعذيب لا يُستَحقّ إلا بذنب. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٩ صـ ﴾