وقرأ ابن كثير وعمرو والكسائي وابن مسعود وابن عباس وزيد بن ثابت وابن عمر وابن الزبير وعائشة وعمر بن عبد العزيز وابن جبير وعروة بن الزبير ومسلم وابن جندب ومجاهد وغيرهم :" بظنين "، بالظاء أي بمتهم، وهذا في المعنى نظير وصفه ب ﴿ آمين ﴾، وقيل معناه : بضعف القوة عن التبليغ من قولهم : بئر ظنون إذا كانت قليلة الماء، ورجح أبو عبيد قراءة : الظاء مشالة لأن قريشاً لم تبخل محمداً ﷺ فيما يأتي به وإما كذبته، فقيل ما هو بمتهم، ثم نفى تعالى عن القرآن أن يكون كلام شيطان على ما قالت قريش : إن محمداً كاهن، و﴿ رجيم ﴾ معناه : مرجوم مبعد بالكواكب واللعنة وغير ذلك، وقوله تعالى :﴿ فأين تذهبون ﴾ توقيف وتقرير على معنى : أين المذهب لأحد عن هذه الحقائق، و" الذكر " هنا : مصدر بمعنى التذكرة، ثم خصص تعالى من شاء الاستقامة بالذكر تشريفاً وتنبيهاً وذكراً لتكسبهم أفعال الاستقامة، ثم بين تعالى أن تكسب المرء على العموم في استقامة وغيرها إنما يكون مع خلق الله تعالى واختراعه الإيمان في صدر المرء، وروي أنه نزل قوله تعالى :﴿ لمن شاء منكم أن يستقيم ﴾ فقال أبو جهل : هذا أمر قد وكل إلينا، فإن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم، فنزلت ﴿ وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ﴾ يقول الله تعالى : يا ابن آدم تريد وأريد فتتعب فيما تريد ولا يكون إلا ما أريد. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾