في :﴿يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ﴾ قراءتان الرفع والنصب، أما الرفع ففيه وجهان أحدهما : على البدل من يوم الدين والثاني : أن يكون بإضمار هو فيكون المعنى هو يوم لا تملك، وأما النصب ففيه وجوه أحدها : بإضمار يدانون لأن الدين يدل عليه وثانيها : بإضمار اذكروا وثالثها : ما ذكره الزجاج يجوز أن يكون في موضع رفع إلا أنه يبنى على الفتح لإضافته إلى قوله :﴿لاَ تَمْلِكُ﴾ وما أضيف إلى غير المتمكن قد يبنى على الفتح، وإن كان في موضع رفع أو جر كما قال :
لم يمنع الشرب منهم غير أن نطقت.. حمامة في غصون ذات أو قال
فبنى غير على الفتح لما أضيف إلى قوله إن نطقت، قال الواحدي : والذي ذكره الزجاج من البناء على الفتح إنما يجوز عند الخليل وسيبويه، إذا كانت الإضافة إلى الفعل الماضي، نحو قولك على حين عاتبت، أما مع الفعل المستقبل، فلا يجوز البناء عندهم، ويجوز ذلك في قول الكوفيين، وقد ذكرنا هذه المسألة عند قوله :﴿هذا يَوْمُ يَنفَعُ الصادقين صِدْقُهُمْ﴾ [ المائدة : ١١٩ ] ورابعها : ما ذكره أبو علي وهو أن اليوم لما جرا في أكثر الأمر ظرفاً ترك على حالة الأكثرية، والدليل عليه إجماع القراء والعرب في قوله :﴿مّنْهُمُ الصالحون وَمِنْهُمْ دُونَ ذلك﴾ [ الأعراف : ١٦٨ ] ولا يرفع ذلك أحد.
ومما يقوي النصب قوله :﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا القارعة * يَوْمَ يَكُونُ الناس﴾ [ القارعة : ٤ ٣ ] وقوله :﴿يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدين * يَوْمَ هُمْ عَلَى النار يُفْتَنُونَ﴾ [ الذاريات : ١٣ ١٢ ] فالنصب في ﴿يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ﴾ مثل هذا.
المسألة الرابعة :
تمسكوا في نفي الشفاعة للعصاة بقوله :﴿يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً﴾ وهو كقوله تعالى :﴿واتقوا يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا﴾ [ البقرة : ٤٨ ] والجواب : عنه قد تقدم في سورة البقرة.
المسألة الخامسة :


الصفحة التالية
Icon