الهلال، وقال :" آمنت بالذي خلقك فسواك فعدلك " لم يختلف الرواة في شد الدال، وقرأ الكوفيون والحسن وأبو جعفر وطلحة والأعمش وأبو رجاء وعيسى بن عبيد :" فعدَلك " بتخفيف الدال، والمعنى عدل أعضاءك بعضها ببعض أي وازن بينهما، وقوله تعالى :﴿ في أي صورة ما شاء ركبك ﴾، ذهب الجمهور إلى أن ﴿ في ﴾ متعلقة ب ﴿ ركبك ﴾، أي في قبيحة أو حسنة أو مشوهة أو سليمة ونحو هذا، وذهب بعض المتأولين أن المعنى ﴿ فعدلك ﴾ ﴿ في أي صورة ﴾ : بمعنى إلى أي صورة حتى قال بعضهم : لم يجعلك في صورة خنزير ولا حمار، وذهب بعض المتأولين إلى أن المعنى : الوعيد والتهديد، أي الذي إن شاء ركبك في صورة حمار أو خنزير أو غيره، و﴿ ما ﴾ في قوله :﴿ ما شاء ﴾، زائدة فيها معنى التأكيد، والتركيب والتأليف وجمع الشيء إلى شيء، وروى خارجة عن نافع :" ركبك كلا " بإدغام الكاف في الكاف، ثم رد على سائر أقوالهم ورد عنها بقوله :﴿ كلا ﴾، ثم أثبت لهم تكذيبهم بالدين، وهذا الخطاب عام ومعناه الخصوص في الكفار، وقرأ جمهور الناس :" تكذبون " بالتاء من فوق، وقرأ الحسن وأبو جعفر :" يكذبون " بالياء، و﴿ الدين ﴾ هنا يحتمل أن يريد الشرع، ويحتمل أن يريد الجزاء والحساب.
و" الحافظون " : هم الملائكة الذين يكتبون أعمال ابن آدم، وقد وصفهم بالكرم الذي هو نفي المذام. و﴿ يعلمون ﴾ ما يفعل ابن آدم لمشاهدتهم حاله، وقد روي حديث ذكره سفيان : يقتضي أن العبد إذا عمل سيئة مما لا ترى ولا تسمع، مثل الخواطر المستصحبة ونحوها أن الملك يجد ريح تلك الخطرة الخفية بإدراك قد خلقه الله لهم.
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣)


الصفحة التالية
Icon