وقال أبو السعود :
وقولُه تعالَى :﴿ إِنَّ الأبرار لَفِى نَعِيمٍ * وَإِنَّ الفجار لَفِى جَحِيمٍ ﴾
استئنافٌ مسوق لبيان نتيجةِ الحفظِ والكتابِ من الثوابِ والعقابِ وفي تنكيرِ النعيمِ والجحيمِ من التفخيمِ والتهويلِ ما لا يَخْفى. وقولُه تعالَى :﴿ يَصْلَوْنَهَا ﴾ إما صفةٌ لجحيمٍ أو استئنافٌ مبنيٌّ على سؤالٍ نشأَ منْ تهويلِها كأنَّه قيلَ : ما حالُهم فيها فقيلَ يُقاسونَ حرَّهَا ﴿ يَوْمِ الدين ﴾ يومَ الجزاءِ الذي كانُوا يكذبونَ بهِ ﴿ وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾ طرفةَ عينٍ فإن المرادَ دوامُ نفِي الغَيبةِ لا نفي دوامِ الغيبة لما مرَّ مِراراً من أنَّ الجملةَ الاسميةَ المنفيةَ قد يُرادُ بَها اسمرارُ النَّفِي لا نفيُ الاستمرارِ باعتبارِ ما تفيدُه من الدوامِ والثباتِ بعد النَّفِي لا قبلَهُ وقيل : معناهُ وما كانُوا غائبينَ عنها قيلَ : ذلكَ بالكليةِ بل كانُوا يجدونَ سمومَها في قبورِهم حسبَما قال النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ :" القبرُ روضةٌ من رياض الجنةِ أو حفرةٌ من حُفَرِ النيرانِ " وقولُه تعالَى :


الصفحة التالية
Icon