فصل
قال السمرقندى فى الآيات السابقة :
قوله تعالى :﴿ إِذَا السماء انفطرت ﴾
يعني : انفجرت لهيبة الرب تبارك وتعالى ويقال : انفجرت لنزول الملائكة لقوله تعالى :﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السمآء بالغمام وَنُزِّلَ الملئكة تَنزِيلاً ﴾ [ الفرقان : ٢٥ ] ﴿ وَإِذَا الكواكب انتثرت ﴾ يعني : تساقطت ﴿ وَإِذَا البحار فُجّرَتْ ﴾ يعني : فتحت بعضها في بعض وصارت بحراً واحداً ﴿ وَإِذَا القبور بُعْثِرَتْ ﴾ يعني : بعثرت وأخرج ما فيها، ويقال : بعثرت المتاع وبعثرته إذا جعلت أسفله أعلاه ثم قال عز وجل :﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾ يعني : ما عملت من خير وشر يعني ما عملت من سنة صالحة أو سيئة، وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال :" أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إلَى الْهُدَى فَاتُّبِعَ فَلَهُ أَجْرُ مَنِ اتَّبَعَهُ إلاَّ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً وأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إلَى الضَّلاَلَةِ فَاتُّبِعَ فَلَهُ وزرُ مَنْ اتَّبَعَهُ إلاَّ أنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئَاً " ويقال :﴿ مَّا قَدَّمَتْ ﴾ أي : ما عملت وما ﴿ أخرت ﴾ يعني : أضاعت العمل فلم تعمل.
ثم قال عز وجل :﴿ القرءان خَلَقَ الإنسان ﴾ يعني : يا أيها الكافر ﴿ مَا غَرَّكَ بِرَبّكَ الكريم ﴾ يعني : لم يعجل بالعقوبة، وقال مقاتل : نزلت في كلدة بن أسيد حيث ضرب النبي ﷺ بقوسه فلم يعاقبه النبي ﷺ، فبلغ ذلك حمزة فأسلم حمية لذلك ثم أراد أن يعود كلدة لضرب رسول الله ﷺ فأنزل الله تعالى هذه الآية فأسلم حمزة يومئذٍ".