وقال الثعلبى :
سورة الانفطار
﴿ إِذَا السمآء انفطرت ﴾
انشقت ﴿ وَإِذَا الكواكب انتثرت ﴾ تساقطت ﴿ وَإِذَا البحار فُجِّرَتْ ﴾ أي فجر بعضها في بعض عدنها في ملحها وملحها في عدنها فصارت بحراً واحداً، وقال الحسن : ذهب ماؤها، وقال الكلبي : مليت.
﴿ وَإِذَا القبور بُعْثِرَتْ ﴾ بحثت ونثرت وأثيرت فاستخرج ما في الأرض من الكنوز ومن فيها من الموتى أحياء، يقال : بعثرت الحوض وبحثرته إذا هدمته فجعلت أسفله أعلاه، وهذا من أشراط الساعة أن تخرج الأرض أفلاذ كبدها من ذهبها وفضّتها وأموالها ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ ﴾ من عمل صالح أو طالح.
﴿ وَأَخَّرَتْ ﴾ من سنّة حسنة أو سيئة، وقال عكرمة : ما قدّمت من الفرائض التي أدّتها واخّرت من الفرائض التي ضيّعتها، وقيل : ما قدمت من الأعمال وأخّرت من المظالم، وقيل : ما قدّمت من الصدقات وأخرّت من التركات، وقيل ما قدّمت من الاسقاط والإفراط وما أخرت من الأولاد وهذا جواب إذا.
﴿ يا أيها الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكريم ﴾.
أخبرنا عبد الله الفتحوي قال : حدّثنا أبو علي المقريء قال : حدّثنا أبو القاسم ابن الفضل المقريء قال : حدّثنا علي بن الحسين قال : حدّثنا المقدّمي وعلي بن هاشم قالا : حدّثنا كثير بن هشام قال : حدّثنا جعفر بن برقان قال : حدّثني صالح بن مسمار قال : بلغني أن النبي ﷺ تلا هذه الآية :﴿ يا أيها الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكريم ﴾ قال : جهله، وقال قتادة : غرّة شيطانه عدوه المسّلط عليه.
وحدّثني الحسن بن محمد بن الحسن قال : حدّثني أبي عن جدّي عن علي بن الحسن الهلالي عن إبراهيم بن الأشعث قال : قيل للفضّيل بن عياض : لو أقامك الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بين يديه فقال : ما غرّك بربّك الكريم ماذا كنت تقول؟ قال : أقول غرني ستورك المرخاة، نظمه محمد ابن السماك فقال :

يا كاتم الذنب أما تستحي الله في الخلوة ثانيكا


الصفحة التالية
Icon