قوله تعالى :﴿ يصلونها ﴾ يعني : يدخلون الجحيم مقاسين حرَّها ﴿ يوم الدِّين ﴾ أي : يوم الجزاء على الأعمال ﴿ وما هم عنها ﴾ أي : عن الجحيم ﴿ بغائبين ﴾ وهذا يدل على تخليد الكفار.
وأجاز بعض العلماء أن تكون "عنها" كناية عن القيامة، فتكون فائدة الكلام تحقيق البعث.
ويشتمل هذا على الأبرار والفجار.
ثم عظَّم ذلك اليوم بقوله تعالى :﴿ وما أدراك ما يوم الدِّين ﴾ ثم كرَّر ذلك تفخيماً لشأنه، وكان ابن السائب يقول : الخطاب بهذا للإنسان الكافر، لا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى :﴿ يوم لا تملك نفس لنفس ﴾ قرأ ابن كثير، وأبو عمرو "يوم" بالرفع والباقون بالفتح.
قال الزجاج : من رفع "اليوم"، فعلى أنه صفة لقوله تعالى :"يوم الدين".
ويجوز أن يكون رفعه بإضمار "هو"، ونصبه على معنى : هذه الأشياء المذكورة تكون ﴿ يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ﴾ قال المفسرون : ومعنى الآية أنه لا يملك الأمرَ أحدٌ إلا الله، ولم يملِّك أحداً من الخلق شيئاً كما ملَّكهم في الدنيا.
وكان مقاتل يقول : لا تملك نفس لنفسٍ كافرةٍ شيئاً من المنفعة.
والقول على الإطلاق أصح، لأن مقاتلاً فيما أحسب خاف نفي شفاعة المؤمنين.
والشفاعة إنما تكون عن أمر الله وتمليكه. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٩ صـ ٤٦ ـ ٥٠﴾