أما قوله :﴿يا أيها الإنسانُ﴾ ففيه قولان : أحدهما : أنه الكافر، لقوله من بعد ذلك :﴿كَلاَّ بَلْ تُكَذّبُونَ بالدين﴾ [ الإنفطار : ٩ ] وقال عطاء عن ابن عباس : نزلت في الوليد بن المغيرة، وقال الكلبي ومقاتل : نزلت في ابن الأسد بن كلدة بن أسيد وذلك أنه ضرب النبي ﷺ فلم يعاقبه الله تعالى، وأنزل هذه الآية والقول الثاني : أنه يتناول جميع العصاة وهو الأقرب، لأن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ.
أما قوله :﴿مَا غَرَّكَ بِرَبّكَ الكريم﴾ فالمراد الذي خدعك وسول لك الباطل حتى تركت الواجبات وأتيت بالمحرمات، والمعنى ما الذي أمنك من عقابه، يقال : غره بفلان إذا أمنه المحذور من جهته مع أنه غير مأمون، وهو كقوله :﴿لا يَغُرَّنَّكُم بالله الغرور﴾ [ لقمان : ٣٣ ] هذا إذا حملنا قوله :﴿يا أيها الإنسانُ﴾ على جميع العصاة، وأما إذا حملناه على الكافر، فالمعنى ما الذي دعاك إلى الكفر والجحد بالرسل، وإنكار الحشر والنشر، وههنا سؤالات :


الصفحة التالية
Icon