وجملة ﴿ ما شاء ركبك ﴾ بيان لجملة ﴿ عدَّلك ﴾ باعتبار كون جملة ﴿ عدّلك ﴾ مفرعة عن جملة ﴿ فسوَّاك ﴾ المفرغة عن جملة ﴿ خلقك ﴾ فبيانها بيان لهما.
و﴿ في ﴾ للظرفية المجازية التي هي بمعنى الملابسة، أي خلقك فسوّاك فعدلك ملابساً صورة عجيبة فمحل ﴿ في أي صورة ﴾ محل الحال من كاف الخطاب وعامل الحال ﴿ عدّلك ﴾، أو ﴿ ركّبك ﴾، فجعلت الصورة العجيبة كالظرف للمصوّر بها للدلالة على تمكنها من موصوفها.
و﴿ ما ﴾ يجوز أن تكون موصولة مَا صدقُها تركيب، وهي في موضع نصب على المفعولية المطلقة و ﴿ شاء ﴾ صلة ﴿ ما ﴾ والعائد محذوف تقديره : شاءه.
والمعنى : ركّبك التركيب الذي شاءه قال تعالى :﴿ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾ [ آل عمران : ٦ ].
وعُدل عن التصريح بمصدر ﴿ ركّبك ﴾ إلى إبهامه بـ ﴿ ما ﴾ الموصولة للدلالة على تقحيم الموصول بما في صلته من المشيئة المسندة إلى ضمير الرب الخالق المبدع الحكيم وناهيك بها.
ويجوز أن تكون جملة ﴿ شاء ﴾ صفة ل ﴿ صورة ﴾، والرابط محذوف و ﴿ ما ﴾ مزيدة للتأكيد، والتقدير : في صورة عظيمة شاءها مشيئةً معينة، أي عن تدبير وتقدير. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣٠ صـ ﴾