وقال ابن عطية :
﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) ﴾
﴿ ويل ﴾ معناه : الثبور والحزن والشقاء الأدوم، وقد روي عن ابن مسعود وغيره أن وادياً في جهنم يسمى " ويلاً " ورفع ﴿ ويل ﴾ على الابتداء، ورفع على معنى ثبت لهم واستقر وما كان في حيز الدعاء والترقب فهو منصوب نحو قولهم : رعياً وسقياً، و" المطفف " : الذي ينقص الناس حقوقهم، والتطفيف : النقصان أصله في الشيء الطفيف وهو النزر، والمطفف إنما يأخذ بالميزان شيئاً طفيفاً، وقال سلمان : الصلاة مكيال، فمن أوفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين، وقال بعض العلماء : يدخل التطفيف في كل قول وعمل، ومنه قول عمر طففت، ومعناه : نقصت الأجر والعمل وكذا قال مالك رحمه الله : يقال لكل شيء وفاء وتطفيف فقد جاء بالنقيضين، وقد ذهب بعض الناس إلى أن التطفيف هو تجاوز الحد في وفاء ونقصان، والمعنى والقرائن بحسب قول قول تبين المراد وهذا عند جد صحيح، وقد بين تعالى أن التطفيف إنما أراد به أمر الوزن والكيل، و﴿ اكتالوا على الناس ﴾ معناه : قبضوا منهم و﴿ كالوهم ﴾ معناه : قبضوهم، يقال : كلت منك واكتلت عليك، ويقال : وكلت لك فلما حذفت اللام تعدى الفعل، قال الفراء والأخفش.
وأنشد أبو زيد :[ الكامل ]
ولقد جنتك أكمؤاً وعساقلاً... ولقد نهيتك عن بنات الأوبر


الصفحة التالية
Icon