وقال نافع : كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول : اتق الله وأوف الكيل والوزن بالقسط، فإن المطففين يوم القيامة يوقفون حتى إن العَرَق ليلْجِمُهم إلى أنصاف آذانهم.
وقد رُوِي أن أبا هريرة قدم المدينة وقد خرج النبيّ ﷺ إلى خيبر واستخلف على المدينة سِباع بن عُرْفُطة، فقال أبو هريرة : فوجدناه في صلاة الصبح فقرأ في الركعة الأولى "كهيعص" وقرأ في الركعة الثانية "ويل للِمطففِين" قال أبو هريرة : فأقول في صلاتي : ويْل لأبي فلان، كان له مكيالان إذا اكتال اكتال بالوافي، وإذا كال كال بالناقص.
قوله تعالى :﴿ أَلا يَظُنُّ أولئك ﴾ إنكار وتعجيب عظيم من حالهم، في الاجتراء على التطفيف، كأنهم لا يُخْطرون التطفيف ببالهم، ولا يُخَمِّنون تخميناً ﴿ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ ﴾ فمسؤولون عما يفعلون.
والظن هنا بمعنى اليقين ؛ أي ألا يُوقن أولئك، ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والوزن.
وقيل : الظن بمعنى التردد، أي إن كانوا لا يستيقنون بالبعث، فهلا ظنُّوه، حتى يتدبروا ويبحثوا عنه، ويأخذوا بالأحوط ﴿ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ شأنه وهو يوم القيامة.
قوله تعالى :﴿ يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبِّ العالمين ﴾ فيه أربع مسائل :
الأولى العامل في "يومَ" فعل مضمر، دل عليه "مبعوثون".
والمعنى يبعثون "يومَ يقوم الناس لرب العالمين".
ويجوز أن يكون بدلاً من يوم في "لِيومٍ عظِيم"، وهو مبني.
وقيل : هو في موضع خفض ؛ لأنه أضيف إلى غير متمكن.
وقيل : هو منصوب على الظرف أي في يوم، ويقال : أقم إلى يومَ يخرج فلان، فتنصب يوم، فإن أضافوا إلى الاسم فحينئذ يخفضون ويقولون : أقم إلى يومِ خروج فلان.
وقيل : في الكلام تقديم وتأخير، التقدير : إنهم مبعوثون يوم يقوم الناس لرب العالمين ليوم عظيم.


الصفحة التالية
Icon