والمقطع الثالث يعرض الصفحة المقابلة. صفحة الأبرار. ورفعة مقامهم. والنعيم المقرر لهم. ونضرته التي تفيض على وجوههم. والرحيق الذي يشربون وهم على الأرائك ينظرون.. وهي صفحة ناعمة وضيئة:(كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين. وما أدراك ما عليون ؟ كتاب مرقوم، يشهده المقربون. إن الأبرار لفي نعيم، على الأرائك ينظرون، تعرف في وجوههم نضرة النعيم، يسقون من رحيق مختوم، ختامه مسك - وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - ومزاجه من تسنيم. عينا يشرب بها المقربون)..
والمقطع الأخير يصف ما كان الأبرار يلاقونه في عالم الغرور الباطل من الفجار من إيذاء وسخرية وسوء أدب. ليضع في مقابله ما آل إليه أمر الأبرار وأمر الفجار في عالم الحقيقة الدائم الطويل:
(إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون، وإذا مروا بهم يتغامزون، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين. وإذا رأوهم قالوا: إن هؤلاء لضالون. وما أرسلوا عليهم حافظين. فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون. هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ؟)..
والسورة في عمومها تمثل جانبا من بيئة الدعوة، كما تمثل جانبا من أسلوب الدعوة في مواجهة واقع البيئة، وواقع النفس البشرية... وهذا ما سنحاول الكشف عنه في عرضنا للسورة بالتفصيل.. أ هـ ﴿الظلال حـ ٦ صـ ٣٨٥٤﴾


الصفحة التالية
Icon