يقول. بريق النعيم ونداء، والقراء مجتمعون على (تعرف) إلا أبا جعفر المدنى ؛ فإنه قرأ: "تُعرَفُ فى وجُوهِهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيم"، و "يُعرف" أيضا يجوز ؛ لأنّ النَّضْرَةَ اسمٌ مؤنثٌ مأخوذ من فعلٍ وتذكير فعله قبله [/ا] وتأنيثه جائزان.
مثل قوه: ﴿وأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ وفى موضع آخر: ﴿وأخذَت﴾.
﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿خَاتَمُهُ مِسْكٌ...﴾.
قرأ الحسنُ وأهل الحجاز وعاصم والأعمش "ختامه مسك". حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: [و] حدثنى محمد بن الفضل عن عطاء بن السَّائب عن أبى عبدالرحمن عن علىّ أنه قرأ "خَاتَمُهُ مِسْكٌ" [حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد] قال: حدثنا الفراء قال: [و] حدثنى أبو الأحوص عن أشعث بن أبى الشعناء المحاربى قال: قرأ علقمة بن قيس" خاتَمُهُ مِسْكٌ". وقال: أما رأيت المرأة تقول للعطار: اجعل لى خاتمه مسكا تريد: آخره، والخاتم والختام متقاربان فى المعنى، إلا أن الخاتم: الاسم، والختام: المصدر، قال الفرزدق:
فَبِتْنَ جنابَتىَّ مُصَرَّعَاتٍ * وبِتُّ أفُضُّ أَغْلاَقَ الخِتامِ
ومثل الخاتم، والختام قولك للرجل: هو كريم الطابع، والطباع، وتفسيره: أنّ أحدهم إذا شرب وجد آخر كأسه ريح المسك.
﴿ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَمِزَاجُهُ...﴾.
مزاج الرحيق ﴿مِن تَسْنِيمٍ...﴾ من ماء يتنزل عليهم من مَعالٍ. فقال: ﴿من تسنيم، عيناً﴾ تتسنمهم عينا فتنصب (عينا) على جهتين: إحداهما أن تنوِىَ من تسنيمِ عينٍ، فإذا نونت نصبت. كما قرأ من قرأ ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ، يتيماً﴾، وكما قال: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً﴾، وكما قال من قال: ﴿فَجَزَاءٌ مِثْلَ ما قَتلَ مِنَ النِّعمِ﴾ والوجه الآخر: أَن تَنْوِىَ من ماء سُنِّم عينا.


الصفحة التالية
Icon