قاله الأخفش والزجّاج.
وقيل، الرحيق الخمر الصافية.
وفي الصحاح : الرحيق صفوة الخمر.
والمعنى واحد.
الخليل : أصفى الخمر وأجودها.
وقال مقاتل وغيره : هي الخمر العتيقة البيضاء الصافية من الغش النيرة، قال حسان :
يَسْقون مَنْ وَرَدَ البريصَ علَيْهِمُ...
بَرَدَى يُصَفَّق بالرِحيقِ السلسلِ
وقال آخر :
أمْ لا سبِيلَ إِلى الشباب وذكره...
أَشْهى إِلىّ مِن الرحيقِ السَّلْسَلِ
﴿ مَّخْتُومٍ ﴾ ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ قال مجاهد : يختم به آخر جُرْعة.
وقيل : المعنى إذا شربوا هذا الرحيق ففنى ما في الكأس، انختم ذلك بخاتم المسْك.
وكان ابن مسعود يقول : يجدون عاقبتها طعم المسك.
ونحوه عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي قالا : ختامه آخر طعمه.
وهو حسن ؛ لأن سبيل الأشربة أن يكون الكَدَر في آخرها، فوصف شراب أهل الجنة بأن رائحة آخره رائحة المسك.
وعن مسروق عن عبد الله : قال المختوم الممزوج.
وقيل : مختوم أي ختمت ومنعت عن أن يمسها ماس إلى أن يَفُكَّ ختامها الأبرار.
وقرأ عليّ وعلقمة وشقيق والضحاك وطاوس والكسائي "خاتَمه" بفتح الخاء والتاء وألف بينهما.
قاله علقمة : أما رأيت المرأة تقول للعطار : اجعل خاتَمه مسكاً، قاله الفراء.
وفي الصحاح : والخِتام : الطين الذي يُخْتم به.
وكذا قال مجاهد وابن زيد : خُتم إناؤه بالمسك بدلاً من الطين.
حكاه المهدويّ.
وقال الفرزدق :
وبِت أَفُضّ أَغلاق الخِتامِ...
وقال الأعشى :
وأبرزها وعليها خَتَمْ...
أي عليها طينة مختومة ؛ مثل نَفْضٍ بمعنى منفوضٍ، وقَبْضٍ بمعنى مقبوضٍ.
وذكر ابن المبارك وابن وهب، واللفظ لابن وهب، عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى :"خِتامه مِسْك" : خَلْطه، ليس بخاتم يختم، ألا ترى إلى قول المرأة من نسائكم : إن خِلْطه من الطِّيب كذا وكذا.