قال تعالى "هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ" بعمل اللّه هذا بهم في الموقف وفي الجحيم، وهل جوزوا في الآخرة جزاء "ما كانُوا يَفْعَلُونَ" ٣٦ بالمؤمنين في الدنيا من الأذى والاستهتار والضحك وغيره، وهذا الاستفهام استفهام تقرير، أي بل إنهم جوزوا حق جزائهم على إجرامهم في الدنيا، وحق لهم أن يفعل بهم هذا لأنهم لم يحسبوا لهذا اليوم حسابا.
واعلم أن ثوّب وأثيب بمعنى واحد، قال أوس :
سأجزيك أو يجزيك عني مثوب وحسبك أن يثنى عليك وتحمدي
ومثاله في الشر قول أبى عبده :
ألا أبلغ أبا حسن رسولا فمالك لا تجيء إلى الثواب


الصفحة التالية
Icon