و ذهب الذين كانوا في طلبه صفر الأكف سود الوجوه، وصار له بعض من كان عليه، وهذا أول خير من فضائل الهجرة، إذ صاروا يتلاومون على فعلهم الذي سبب هجرته عنهم فقد أخرج ابن سعد وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن أنس رضي اللّه عنه قال : لما خرج النبي صلّى اللّه عليه وسلم وأبو بكر التفت أبو بكر، فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال يا نبي اللّه هذا فارس قد لحق ربنا، فقال صلّى اللّه عليه وسلم اللهم اصرعه، فصرع عن فرسه، فقال يا رسول اللّه مرني بما شئت، قال تقف مكانك لا تتركنّ أحدا يلحق بنا، فكان أول النهار جاهدا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وآخر النهار مسلحة له، وكان هذا الفارس سراقة المار ذكره في الحديث الأول الذي رواه البخاري.
وصح من حديث الشيخين وغيرهما أن القوم طلبوا رسول


الصفحة التالية
Icon