﴿ كَلاَّ ﴾ ردع للمعتدي الأثيم عن هذا القول ﴿ بَلْ ﴾ نفي لما قالوا ويقف حفص على ﴿ بَل ﴾ وقيفة ﴿ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ عطاها كسبهم أي غلب على قلوبهم حتى غمرها ما كانوا يكسبون من المعاصي.
وعن الحسن : الذنب بعد الذنب حتى يسودّ القلب.
وعن الضحاك : الرين موت القلب.
وعن أبي سليمان : الرين والقسوة زماماً الغفلة ودواؤهما إدمان الصوم فإن وجد بعد ذلك قسوة فليترك الإدام.
﴿ كَلاَّ ﴾ ردع عن الكسب الرائن على القلب ﴿ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ ﴾ عن رؤية ربهم ﴿ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾ لممنوعون والحجب : المنع قال الزجاج : في الآية دليل على أن المؤمنين يرون ربهم وإلا لا يكون التخصيص مفيداً.
وقال الحسين بن الفضل : كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في العقبى عن رؤيته.
وقال مالك بن أنس رحمه الله : لما حجب أعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه.
وقيل : عن كرامة ربهم لأنهم في الدنيا لم يشكروا نعمه فيئسوا في الآخرة عن كرامته مجازاة.
والأول أصح لأن الرؤية أقوى الكرامات فالحجب عنها دليل الحجب عن غيرها ﴿ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الجحيم ﴾ ثم بعد كونهم محجوبين عن ربهم لداخلون النار ﴿ ثُمَّ يُقَالُ هذا الذى كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ أي هذا العذاب هو الذي كنتم تكذبون به في الدنيا وتنكرون وقوعه.
﴿ كَلاَّ ﴾ ردع عن التكذيب ﴿ إِنَّ كتاب الأبرار ﴾ ما كتب من أعمالهم والأبرار المطيعون الذين لا يطففون ويؤمنون بالبعث لأنه ذكر في مقابلة الفجار، وبيّن الفجار بأنهم المكذبون بيوم الدين.


الصفحة التالية
Icon