﴿ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الجحيم ﴾ ليدخلون النار ويصلون بها.
﴿ ثُمَّ يُقَالُ هذا الذى كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ ﴾ تقوله لهم الزبانية.
﴿ كَلاَّ ﴾ تكرير ليعقب بوعد الأبرار كما عقب الأول بوعيد الفجار إشعاراً بأن التطفيف فجور والإيفاء بر، أو ردع عن التكذيب. ﴿ إِنَّ كتاب الأبرار لَفِى عِلّيّينَ ﴾.
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلّيُّونَ كتاب مَّرْقُومٌ ﴾ الكلام فيه ما مر في نظيره.
﴿ يَشْهَدُهُ المقربون ﴾ يحضرونه فيحفظونه، أو يشهدون على ما فيه يوم القيامة.
﴿ إِنَّ الأبرار لَفِى نَعِيمٍ على الأرائك ﴾ على الأسرة في الحجال. ﴿ يَنظَرُونَ ﴾ إلى ما يسرده من النعم والمتفرجات.
﴿ تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النعيم ﴾ بهجة التنعم وبريقه، وقرأ يعقوب "تُعْرِفُ"على البناء للمفعول و"نَضْرَةُ" بالرفع.
﴿ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ ﴾ شراب خالص. ﴿ مَّخْتُومٍ ختامه مِسْكٌ ﴾ أي مختوم أوانيه بالمسك مكان الطين، ولعله تمثيل لنفاسته، أو الذي له ختام أي مقطع هو رائحة المسك، وقرأ الكسائي "خَاتِمَة" بفتح التاء أي ما يختم به ويقطع. ﴿ وَفِى ذَلِكَ ﴾ يعني الرحيق أو النعيم. ﴿ فَلْيَتَنَافَسِ المتنافسون ﴾ فليرتغب المرتغبون.
﴿ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ﴾ علم لعين بعينها سميت تسنيماً لارتفاع مكانها أو رفعة شرابها.
﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المقربون ﴾ فإنهم يشربونها صرفاً لأنهم لم يشتغلوا بغير الله، وتمزج لسائر أهل الجنة وانتصاب ﴿ عَيْناً ﴾ على المدح أو الحال ﴿ مِن تَسْنِيمٍ ﴾ والكلام في الباء كما في ﴿ يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله ﴾ ﴿ إِنَّ الذين أَجْرَمُواْ ﴾ يعني رؤساء قريش. ﴿ كَانُواْ مِنَ الذين ءامَنُواْ يَضْحَكُونَ ﴾ كانوا يستهزئون بفقراء المؤمنين.
﴿ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴾ يغمز بعضهم بعضاً ويشيرون بأعينهم.


الصفحة التالية
Icon