وقال سيبويه : فإذا كانت، يعني اللام، غير لام المعرفة، نحو لام هل وبل، فإن الإدغام في بعضها أحسن، وذلك نحو : هل رأيت؟ فإن لم تدغم فقلت : هل رأيت؟ فهي لغة لأهل الحجاز، وهي غريبة جائزة. انتهى.
وقال الحسن والسدي : هو الذنب على الذنب.
وقال الحسن : حتى يموت قلبه.
وقال السدي : حتى يسود القلب.
وفي الحديث نحو من هذا.
فقال الكلبي : طبع على قلوبهم.
وقال ابن سلام : غطى.
﴿ ما كانوا يكسبون ﴾، قال ابن عطية : وعلق اللوم بهم فيما كسبوه، وإن كان ذلك بخلق منه تعالى واختراع، لأن الثواب والعقاب متعلقان بكسب العبد.
والضمير في قوله :﴿ أنهم ﴾، فمن قال بالرؤية، وهو قول أهل السنة، قال إن هؤلاء لا يرون ربهم، فهم محجوبون عنه.
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨)
لما ذكر تعالى أمر كتاب الفجار، عقبه بذكر كتاب ضدهم ليتبين الفرق.
عليون : جمع واحده عليّ، مشتق من العلو، وهو المبالغة، قاله يونس وابن جني.
قال أبو الفتح : وسبيله أن يقال علية، كما قالوا للغرفة علية، فلما حذفت التاء عوضوا منها الجمع بالواو والنون.
وقيل : هو وصف للملائكة، فلذلك جمع بالواو والنون.
وقال الفراء : هو اسم موضوع على صفة الجمع، ولا واحد له من لفظه، كقوله : عشرين وثلاثين ؛ والعرب إذا جمعت جمعاً، ولم يكن له بناء من واحده ولا تثنية، قالوا في المذكر والمؤنث بالواو والنون.
وقال الزجاج : أعرب هذا الاسم كإعراب الجمع، هذه قنسرون، ورأيت قنسرين.
وعليون : الملائكة، أو المواضع العلية، أو علم لديوان الخير الذي دون فيه كل ما علمته الملائكة وصلحاء الثقلين، أو علو في علو مضاعف، أقوال ثلاثة للزمخشري.
وقال أبو مسلم :﴿ كتاب الأبرار ﴾ : كتابة أعمالهم، ﴿ لفي عليين ﴾.
ثم وصف عليين بأنه ﴿ كتاب مرقوم ﴾ فيه جميع أعمال الأبرار.
وإذا كان مكاناً فاختلفوا في تعيينه اختلافاً مضطرباً رغبنا عن ذكره.


الصفحة التالية
Icon