وعن الضحاك وعيسى وأحمد بن جبير الأنطاكي عن الكسائي : كسر التاء، أي آخره مثل قوله :﴿ وخاتم النبيين ﴾ وفيه حذف، أي خاتم رائحته المسك ؛ أو خاتمه الذي يختم به ويقطع.
﴿ من تسنيم ﴾، قال عبد الله وابن عباس : هو أشرف شراب الجنة، وهو اسم مذكر لماء عين في الجنة.
وقال الزمخشري :﴿ تسنيم ﴾ : علم لعين بعينها، سميت بالتسنيم الذي هو مصدر سنمه إذا رفعه.
و﴿ عيناً ﴾ نصب على المدح.
وقال الزجاج : على الحال. انتهى.
وقال الأخفش : يسقون عيناً، ﴿ يشرب بها ﴾ : أي يشربها أو منها، أو ضمن يشرب معنى يروى بها أقوال.
﴿ المقرّبون ﴾، قال ابن مسعود وابن عباس والحسن وأبو صالح : يشربها المقربون صرفاً ويمزج للأبرار.
ومذهب الجمهور : الأبرار هم أصحاب اليمين، وأن المقرّبين هم السابقون.
وقال قوم : الأبرار والمقرّبون في هذه الآية بمعنى واحد يقع لكل من نعم في الجنة.
وروي أن علياً وجمعاً معه من المؤمنين مروا بجمع من كفار قريش، فضحكوا منهم واستخفوا بهم عبثاً، فنزلت :﴿ إن الذين أجرموا ﴾، قبل أن يصل عليّ رضي الله تعالى عنه إلى الرسول ( ﷺ )، وكفار مكة هؤلاء قيل هم : أبو جهل، والوليد بن المغيرة، والعاصي بن وائل ؛ والمؤمنون : عمار، وصهيب، وخباب، وبلال، وغيرهم من فقراء المؤمنين.
والظاهر أن الضمير في ﴿ مروا ﴾ عائد على ﴿ الذين أجرموا ﴾، إذ في ذلك تناسق الضمائر لواحد.
وقيل : للمؤمنين، أي وإذا مرّ المؤمنون بالكافرين يتغامز الكافرون، أي يشيرون بأعينهم.
و﴿ فكهين ﴾ : أي متلذذين بذكرهم وبالضحك منهم.
وقرأ الجمهور : فاكهين بالألف، أي أصحاب فاكهة ومزح وسرور باستخفافهم بأهل الإيمان ؛ وأبو رجاء والحسن وعكرمة وأبو جعفر وحفص : بغير ألف، والضمير المرفوع في ﴿ رأوهم ﴾ عائد على المجرمين، أي إذا رأوا المؤمنين نسبوهم إلى الضلال، وهم محقون في نسبتهم إليه.
﴿ وما أرسلوا ﴾ على الكفار، ﴿ حافظين ﴾.


الصفحة التالية
Icon