وقال القاسمى :
سورة المطففين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴾أي : هلاك لهم. قال الأصفهاني : ومن قال :
﴿ وَيْلٌ ﴾ وادٍ في جهنم فإنه لم يرد أن ويلاً في اللغة هو موضوع لهذا، وإنما أراد : من قال الله تعالى ذلك فيه، فقد استحَق مقراً من النار.
ثم بين تعالى المطففين بقوله ﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴾ أي : إذا أخذوا الكيل من الناس يأخذونه وافياً وزائداً على إيهام أن بذلك تمام الكيل، وإذا فعلوا ذلك في الكيل الذي هو أجلّ مقداراً، ففي الوزن بطريق الأوْلى. وإيثار ﴿ عْلَى ﴾ على من للإشارة إلى ما فيه عملهم من المنكر من الاستعلاء والقهر، شأن المتغلب المتحامل المتسلط الذي لا يستبرئ لدِينه وذمته :﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾ أي : كالوا للناس أو وزنوا لهم، ينقصونهم حقهم الواجب لهم، وهو الوفاء والتمام، ففيهما حذف وإيصال.
قال ابن جرير : من لغة أهل الحجاز أن يقولوا : وزنتك حقك، وكلتك طعامَك، بمعنى وزنت لك وكلت لك.
تنبيه :