﴿ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ﴾ عطف على ﴿ خِتَامُهُ ﴾ صفة أخرى لـ :﴿ رَّحِيقٍ ﴾ وما بينهما اعتراض مقرر لنفاسته، أي : ما يمزج به ذلك الرحيق من ماء تسنيم. والتسنيم في الأصل مصدر سنَمه بمعنى رفعهُ، ومنه السنام. سمي الماء به لارتفاعه وانصبابه من علوّ.
وقد بينهُ بقوله ﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾ أي : يشربون بها الرحيق، والكلام في الباء، كما في آية ﴿ يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ﴾ [ الْإِنْسَاْن : ٦ ]، من كونها زائدة، أو بمعنى : من، أو صلة الامتزاج، أو الالتذاذ.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ ﴾ [ ٢٩ - ٣١ ]
﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ﴾ يعني كفار قريش ﴿ كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴾ أي : استهزاءً بهم لإيمانهم بالله وحده وبما أوحاه إلى رسوله صلوات الله عليه، ونبذهم ما ألْفَوْا عليه آباءهم.